تمثل العلاقة بين الثقافة والشخصية أحد أهم الجوانب التي تحدد هوية الأفراد وسلوكهم داخل المجتمع. فالثقافة ليست مجرد إطار خارجي يؤثر على الأفراد، بل هي جزء لا يتجزأ من تكوين الشخصية، حيث تعمل على تشكيل القيم، والمعايير، والسلوكيات التي تحدد طريقة تفكير الأفراد وتفاعلهم مع الآخرين.
الثقافة تساهم في زيادة الوعي بأهمية تحسين الصحة العقلية والبدنية، وكل هذا يصب في بوتقة المجتمع الذي يعيش فيه أفراد أصحاء نفسيًا وبدنيًا وقادرين على نهضة المجتمع وزيادة الإنتاجية.
للمؤلفة سلوى عبدالحميد الخطيب، يقدم هذا الكتاب دراسة تطبيقية حول تأثير الثقافة على تكوين الشخصية في المجتمع السعودي، مع التركيز على المحددات الثقافية التي تشكل الهوية الشخصية.
وكلما اقترنت القيم التربوية المختلفة المشارب، والمداخل، والآليات بالجمالية كانت محبَّبَة للنفس، ومؤثِّرة في السلوك، ومُقَوِّمة له، مثلما هي محدِّدة للتوجهات ومميزة لها. ذلك أن القيم تحمل قيمتها في ذاتها، بعيدا عما يمكن أن يلتبس بها من أحكام إذا تضاربت المصالح، واختلفت المواقف، فالخير خير، والشر شر، والعدل عدل، والظلم ظلم، وهلم جرا، مهما اختلفت الأنظمة الاجتماعية، والتوجهات السياسية.
ظروف التنشئة الاجتماعية للفرد (التي تعتبر الثقافة نور الإمارات جزء منها) تمكنه في اختيار الطريقة التي يتعامل فيها مع الآخرين فإذا كانت ثقافة المجتمع تدعو إلى الانفرادية فإن نشأة الفرد تعتمد على إنجاز المهام بمفرده، وعدم السعي لتكوين علاقات اجتماعية، والعكس صحيح إذا كان المجتمع يدعو للمشاركة والتفاعل الاجتماعي.
سمات الأجهزة التقويمية المستخدمة مع مصابي الشلل الدماغي
تعتمد هذه الطريقة على دراسة الأنماط الثقافية المشتركة والثوابت الثقافية في المجتمعات المختلفة.
- تساهم الثقافة في تحديد هوية الأفراد من خلال القيم والمعتقدات التي ينشؤون عليها.
يعتبر التفاعل بين الثقافة والنمو النفسي موضوعًا أساسيًا في علم النفس، حيث تؤثر الثقافة بشكل كبير على تطور الفرد نفسياً واجتماعياً، والعكس صحيح أيضًا.
ومعنى ذلك أن الجماعة الامارات التي يعيش فيها الفرد والثقافة التي يترعرع فيها هما اللتان تحددان معايير الجمال، فبعض القبائل تعتبر السمنة من صفات الجمال والجاذبية، ومن الثابت علميا أن السمنة تضر بالجسم وتجعله عرضة للأمراض.
وثقافة الجماعة هي التي تحدد في كثير من الأحيان ميول الأفراد لبعض أنواع الأكل والشرب حتى ما كان منها ضارا بالجسم، وأكبر دليل على ذلك حب بعض الأفراد للشاي والقهوة، فهذه كلها ميول مكتسبة من البيئة الثقافية ، أي أنها ليست مقررة بالفطرة وحاجة الجسم الفسيولوجية.
إن تحقيق التوازن بين التطورات الحديثة والهوية الثقافية يضمن تكوين شخصيات متماسكة قادرة على التكيف مع التغيرات العالمية دون فقدان قيمها الأصيلة.
تشكل الثقافة والشخصية إطارًا متكاملًا يحدد هوية الأفراد وسلوكهم داخل المجتمع. فالثقافة هي المنظومة التي تشمل القيم، والمعتقدات، والعادات، والتقاليد، بينما تعكس الشخصية كيفية تفاعل الأفراد مع هذه المكونات الثقافية وتبنيها في حياتهم اليومية.
إن تأثير الثقافة على النفسية يعكس التفاعل المستمر بين الأفراد والثقافة المحيطة بهم.